روائع مختارة | بنك الاستشارات | استشارات تربوية واجتماعية | في تربية الذات.. نحتاج إلى قوة العزيمة

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > بنك الاستشارات > استشارات تربوية واجتماعية > في تربية الذات.. نحتاج إلى قوة العزيمة


  في تربية الذات.. نحتاج إلى قوة العزيمة
     عدد مرات المشاهدة: 3537        عدد مرات الإرسال: 0

 نرى بعضا من الناس يضع لنفسه أهدافا عالية لكنه حينما يبدأ في العمل من أجل تنفيذها والوصول إليها يفاجأ بحجم الجهد الكبير الذي يتطلبه النجاح فلا يصير، ويفتر ويتكاسل وتضعف عزيمته، فيترك أهدافه ويقعد عن العمل.

صحيح أن طريق النجاح والتغيير ليس مفروشا بالورود والرياحين ويحتاج إلى تعب وجهد وبذل لنيل هذا الهدف.

لكن الإنسان حينما يذوق طعم النجاح حتى يكون ذلك التعب أشهى إلى نفسه وألذ من طعم الراحة والهدوء.

وتذكر بعض الدراسات العلمية أن النملة هذا المخلوق الضعيف الصغير عند بناء بيتها تتميز بالحرص وقوة العزيمة.

فقد يسقط البيت وينهار فتعاود البناء مرة أخرى ثم يسقط فتعاود البناء مرة ثانية وثالثة ورابعة حتى يستقيم البيت.

وقد ذكر المؤرخون عن القائد المشهور تيمور لنك حيث دخل معركة من المعارك هو وجنوده ومع بداية المعركة هزم جيشه وتفرق عنه فما كان من تيمور لنك إلا أن هام على وجهه حزينا كسيرا كئيبا لهذه الهزيمة المنكرة.

ولكنه لم يرجع إلى بلده بل ذهب إلى مغارة في إحدى الجبال وجلس فيها يتأمل حاله التي وصل إليها وجيشه الذي تفرق عنه.

وبينما هو مستغرق في تفكيره، إذ رأى نملة تريد أن تصعد على حجر أملس وتسقط النملة لكنها تنطلق محاولة للمرة الثانية وتسقط وتحاول الثالثة وتسقط.

فالرابعة وهكذا فشدته وانقطع تفكيره وبدأ بالتركيز مع النملة يعد محاولاتها للصعود حتى وصلت إلى ست عشرة مرة تصعد وتسقط وتبادر بالصعود من جديد.

وفي المحاولة السابعة عشرة نجحت النملة في الصعود فقال: عجيب هذا الأمر نملة تكرر المحاولة سبع عشرة مرة ولا تيأس حتى تنجحز

وأنا لأول مرة أنهزم أنا وجيشي، ما أضعفنا وما أحقرنا؟ فنزل من المغارة وقد صمم على أن يجمع فلول جيشه.

وأن يدخل المعركة مرة أخرى، وأن لا ينهزم ما دام حيا، وكل هذا وصورة النملة لا تفارق مخيلته وتعيش في رأسه.

فجمع جنوده وتعاهدوا على الثبات والصبر في المعركة، وأن لا ينهزموا أبدا ما داموا أحياء فدخلوا المعركة بهذه النية وهذا التوجه والتصميم فانتصروا.

لا تحاول أن تقلد غيرك تقليدا أعمى، فتهفو أن تصبح مثل فلان أو علان من النماذج الناجحة، لمجرد أنك رأيت الناس يعجبون به ويثنون عليه، حتى ولو كان مجاله وتخصصه لا يناسب ميولك وإمكانياتك.

وساعتها ستكون كالمنبت لا أرضا قطع ولا ظهرا أبقى، أو كالغراب الراقص الذي أراد أن يتعلم مشية أحد الطيور فلم يستطع، فلما أراد أن يعود إلى مشيته نسيها، فكان مشيه مثل الراقص الأبله.

وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يربي صحابته رضي الله عنهم على الحفاظ على التميز والتنوع والتباين في الميول والإمكانات واستثمارها الاستثمار الأمثل في خدمة الإسلام والمسلمين، فيقول صلى الله عليه وسلم: (أرحم أمتي بأمتي أبو بكر، وأشدهم في دين الله عمر، وأكثرهم حياء عثمان...) رواه الترمذي.

ولذا فقد وجدنا منهم رضي الله عنهم الخليفة كأبي بكر وعمر، والقائد العسكري الفذ كخالد وعمرو بن العاص، والعالم الفقيه كابن عباس وابن مسعود وابن عمر رضي الله عنهم أجمعين.

وهذا العالم الأمريكي المشهور ديل كارنيجي يحكي قصة تجربته المريرة التي مر بها.

عندما كان يريد الوصول إلى التميز والنجاح والتغيير، اعتقد أن طريق النجاح سريع وقصير، وكان يريد أن يقلد غيره من المشهورين ويأخذ من صفاتهم ومزاياهم.

ويجعل من نفسه نجما ناجحا لامعا في مجال التمثيل، ولكن هذه الفكرة كانت سخيفة وواهية.

ويقول: إذ كان علي أن أمضي عدة سنوات من حياتي أقلد الآخرين قبل أن أكتشف الفكرة الأكيدة والأساسية وهي أن أكون ذاتي، وأنني لا يمكن أن أكون غير ذاتي.

الكاتب: د. العربي عطاء الله العربي.

المصدر: موقع المستشار